الخبر الثالث والعشرون
  قال: فقال لي: يا ابن عباس: أشكو إليك ابن عمك، سألته أن يخرج معي فلم يفعل، ولم أزل أراه واجداً فبم تظن موجدته؟
  قلت: إنك لتعلم، قال: أظنه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة، قلت: هو ذاك إنه يزعم أن رسول الله ÷ أراد الامر له.
  فقال: يا ابن عباس، وأراد رسول الله الأمر له؟ فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى، ذلك أن رسول الله ÷ أراد ذلك، وأراد الله غيره(١)، فنفذ مراد الله، ولم ينفذ مراد رسوله.
  وفيه عن ابن عباس قال: دخلت على عمر فقال: يا ابن عباس، لقد أجهد هذا الرجل نفسه في العبادة، حتى نحلته رياء.
  قلت: وما يقصد بالرياء؟
  قال: يرشح نفسه بين الناس بالخلافة؟
  قلت: وما يصنع بالترشيح، قد رشحه لها رسول الله ÷ فصرف عنه.
  قال: إنه كان شاباً حدثاً، فاستصغرت العرب سنه، وقد كمل الآن، إلى آخر الكلام بطوله.
  وفيه: فميل عبد الرحمن إلى جهة عثمان، وانحرافه عن علي # قليلاً، وليس هذا بمخصوص بعبدالرحمن بل قريش قاطبة، كانت منحرفة عنه.
  وقال فيه: وأنا أعجب من لفظة عمر، إن كان قالها، إن فيه - يعني علياً # - بطالة، وما أظن عمر إن شاء الله قالها،
(١) حاشا الله أن يريد ما لا يأمر، وحاشا رسول الله أن يريد غير مراد الله، ومن قال عليه هذا فقد أبطل عصمته.