فصل [حقيقة الداعي وبيانه وهو مما تعلقت به المجبرة]
  ولو لم يكن لهم إرادة لما ذمهم عليها، ولما استحقوا الذم على ذلك، وأيضاً: لو لم يكن للعبد إرادة لما كان للوعيد عليها معنى، وكان عبثاً، حيث يقول تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٢٥}(١).
  ثم إن القول بعدم إرادة العبد يلزم منه تكذيب القرآن في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ}(٢) {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ١٤٤}(٣) وقوله: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١٥٠}(٤) وقوله {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ}(٥) وقوله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}(٦) إلى قوله {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ} وقوله تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}(٧) وقوله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا}(٨) وقوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}(٩) وقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}(١٠) وقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ
(١) الحج (٢٥).
(٢) المائدة (٩١).
(٣) النساء (١٤٤).
(٤) النساء (١٥٠).
(٥) النساء (٩١).
(٦) النساء (٦٠).
(٧) النساء (٣٥).
(٨) النساء (٢٧).
(٩) آل عمران (١٥٢).
(١٠) الفتح (١٥).