التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [قول المجبرة: إنه سبحانه يفعل الفعل من دون غرض وحكمة]

صفحة 32 - الجزء 1

فصل [قول المجبرة: إنه سبحانه يفعل الفعل من دون غرض وحكمة]

  وأما أنه سبحانه يفعل الفعل من دون غرض وحكمة، ولهذا قال الرازي: إنهم يتأولون كل لام في القرآن ظاهرها الغرض، لأنه تعالى لا يفعل كذا لكذا. انتهى.

  فعندهم لا يتقيد فعله تعالى بحكمة.

  قال الرازي في مفاتيح الغيب تقريراً لهذه المسألة: حكى الشهرستاني عن ماري شارح الأناجيل، وهي مذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بين إبليس، وبين الملائكة بعد الأمر بالسجود قال إبليس للملائكة: إني أسلم أن لي إلهاً هو خالقي، لكن لي على حكمة الله تعالى أسئلة سبعة:

  ١ - ما الحكمة في الخلق ولا سيما أنه كان عالماً بأن الكافر لا يستوجب عند خلقه إلا الآلام؟.

  ٢ - ثم ما الفائدة في التكليف مع أنه لا يعود منه نفع ولا ضرر، وكل ما يعود إلى المكلفين فهو قادر على تحصيله لهم من غير واسطة التكليف؟.

  ٣ - هب أنه كلفني بمعرفته وطاعته، فلماذا كلفني السجود لآدم؟.

  ٤ - ثم لما عصيته فلم لعنني؟ وأوجب عقابي مع أنه لا فائدة له، ولا لغيره فيه، ولي فيه أعظم الضرر؟

  ٥ - ثم لما فعل ذلك فلم مكنني من الوسوسة لآدم؟

  ٦ - ثم لما فعلت فلم سلطني على أولاده؟ ومكنني من إغوائهم؟

  ٧ - ثم لما استمهلته المدة الطويلة في ذلك فلم أمهلني ومعلوم أن العالم لو كان خالياً عن الشر لكان ذلك خيراً؟