التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في آيات أخر استدل بها الجبرية على الجواب جواب العدلية عن ذلك]

صفحة 39 - الجزء 1

تنبيه [قول الرازي في تضعيف الكسب]

  لما ذكر الرازي إلزامات وستأتي على القول بالجبر وإشكالات، قال في مفاتيح الغيب ما لفظه: فإن قال قائل: هذه الإشكالات إنما تلزم على قول من يقول بالجبر، وأنا لا أقول بالجبر ولا بالقدر، بل أقول: الحق حالة متوسطة بين الجبر والقدر، وهو (الكسب).

  فنقول: هذا ضعيف، لأنه إما أن يكون لقدرة العبد أثر في الفعل على سبيل الإستقلال، أو لا يكون؟ فإن كان الأول فهو تمام القول بالإعتزال، وإن كان الثاني فهو الجبر المحض، والسؤالات المذكورة واردة على هذا القول، فكيف يعقل حصول الواسطة! أهـ.

فصل [في آيات أخر استدل بها الجبرية على الجواب جواب العدلية عن ذلك]

  قالت الجبرية: والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله تعالى {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}⁣(⁣١) فالختم هو خلق الكفر في قلوب الكفار، أو خلق الداعية التي هي سبب موجب لوقوع الكفر، وكذلك ما هو بمعناها، نحو {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣(⁣٢) {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}⁣(⁣٣) {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣(⁣٤) {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ٤}⁣(⁣٥)


(١) البقرة (٧).

(٢) المطففين (١٤).

(٣) الأنعام (٢٥).

(٤) التوبة (٨٧).

(٥) فصلت (٤).