التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

تنبيه [قول الرازي في تضعيف الكسب]

صفحة 42 - الجزء 1

  واستدلوا بقوله تعالى: {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ١٤٩}⁣(⁣١) وشبهها من ذكر المشيئة.

  واستدلوا في مسألة القضاء والقدر بقوله تعالى: {فَثَبَّطَهُمْ}⁣(⁣٢) وسائر ما ذكر من الآيات في معنى القضاء والقدر.

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ٥٥}⁣(⁣٣).

  قالوا: أراد إزهاق أنفسهم مع الكفر، ومن أراد ذلك فقد أراد الكفر، واستدلوا بقوله تعالى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ٣٥}⁣(⁣٤).

  واستدلوا بقوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ١٢ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ}⁣(⁣٥).

  قالوا: إن الله تعالى يخلق الباطل في قلوب الكافرين.

  واستدلوا بقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ}⁣(⁣٦) قالوا: دلت على أن العبد غير خالق لأفعال نفسه.

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}⁣(⁣٧) قالوا: الإيمان نعمة فدل على أن الله الذي خلق الإيمان.

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ٤١}⁣(⁣٨) قالوا: دلت على أنه تعالى ما أراد الإيمان


(١) الانعام (١٤٩).

(٢) التوبة (٤٩).

(٣) الإسراء (٨١).

(٤) إبراهيم (٣٥).

(٥) الحجر (١٢).

(٦) النحل (١٧).

(٧) النحل (٥٣).

(٨) الإسراء (٤١).