التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في تأويل آيات تعلقت بها المجبرة أيضا]

صفحة 43 - الجزء 1

  من الكفار، وإلا لما أنزل عليهم ما يزيدهم نفرة.

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}⁣(⁣١)

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}⁣(⁣٢) قالوا: دلت على أنه تعالى خالق الخير والشر.

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}⁣(⁣٣).

  واستدلوا بقوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ}⁣(⁣٤) قالوا: الله يريد الكفر من الكفار، لأنه قيض لهم من يزين لهم ذلك.

فصل [في تأويل آيات تعلقت بها المجبرة أيضاً]

  أجابت العدلية عن هذه الآيات وما بمعناها مما استدلت به المجبرة من الأخبار - إن صحت -.

  أجابوا عن ذلك أنه يجب تأويلها، وردها إلى ما دل عليه ضرورة العقل، ونصوص القرآن التي لا تحتمل التأويل لوجوه: -

  الأول: أن الله سبحانه أنزل القرآن ليكون حجة على الكافرين لا ليكون حجة لهم، فلو كان المراد بهذه الآيات وما ناسبها من الأخبار ما ذهبت إليه الجبرية لقالت الكفرة: كيف تأمرنا بالإيمان، وقد منعنا الله منه! وكيف تنهانا عن الكفر، وعبادة الأصنام، وقد خلق الله ذلك فينا؟ وحينئذ تكون الحجة لهم على النبي ÷، ويكون ذلك


(١) الكهف (٢٨).

(٢) الانعام (١١٢).

(٣) الصافات (٩٦).

(٤) فصلت (٢٥).