التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في تأويل آيات تعلقت بها المجبرة أيضا]

صفحة 45 - الجزء 1

  السادس: أنا نجد تفرقة ضرورية بديهية بين الحركات الإختيارية والإضطرارية، وجزماً بديهياً بحسن المدح للمحسن، وقبح الذم له، وحسن الأمر والنهي، وحسن الذم للمسيء.

  السابع: إن قيل: إن بعض ما خلق الله باطل، فبالإجماع أن من قال: إن الله تعالى يخلق ويقضي ويقدر الباطل فهو كافر.

  وإن قيل: جميع ما خلقه حق لزم أن من قال: إن الله ثالث ثلاثة فهو حق، وهذا شرك بالله تعالى.

  وكذا يلزم أن يكون الزنا والربا وشرب الخمر، وسائر المعاصي حقاً⁣(⁣١)، والشارع قد حرمها، فعلمنا أن المقصود بها غير ما ذهبت إليه المجبرة.

فصل [في تأويل آيات تعلقت بها المجبرة أيضاً]

  قالت العدلية: إن بعض ما تعلقت به الجبرية مُساق مَساق السبب والمسبب، فلما حصل منهم الكفر والتمادي، ولم يقبلوا هداية الله، حسن منه تعالى العقوبة بالطبع والإزاغة والختم ونحو ذلك.

  قال الله تعالى: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}⁣(⁣٢) {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}⁣(⁣٣) {كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ٧٤}⁣(⁣٤) {وَاللَّهُ


(١) في الأم حق.

(٢) النساء (١٥٥).

(٣) الصف (٥).

(٤) يونس (٧٤).