التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في تأويل آيات تعلقت بها المجبرة أيضا]

صفحة 46 - الجزء 1

  أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}⁣(⁣١) {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ}⁣(⁣٢) {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}⁣(⁣٣).

  كذلك الختم مرتب على الكفر {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣(⁣٤) الآية {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ٨ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ٩ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ١٠}⁣(⁣٥) {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}⁣(⁣٦) أي عقوبة لهم على تركهم الإيمان في المرة الأولى، فالكاف بمعنى الجزاء {صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ١٢٧}⁣(⁣٧) أي بسبب أنهم لا يتدبرون حتى يفقهوا {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ٢٦}⁣(⁣٨) أي المتمردين {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ}⁣(⁣٩) أي حقه {فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} بسبب ذلك حتى لم يسعوا لما ينفعهم، والقرآن يفسر بعضه بعضاً.

  ولم يقل سبحانه: إن الذين ختم الله على قلوبهم، أي ابتداء، وكذلك ضد ذلك قال سبحانه في قول إبراهيم لأبيه: {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ}⁣(⁣١٠) {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}⁣(⁣١١) أي لطفاً يزادوا به هدى


(١) التوبة (٧٧).

(٢) التوبة (٧٧).

(٣) المطففين (١٤).

(٤) البقرة (٦ - ٧).

(٥) الليل (١٠).

(٦) الأنعام (١١٠).

(٧) التوبة (١٢٧).

(٨) البقرة (٢٦).

(٩) الحشر (١٩).

(١٠) مريم (٤٣).

(١١) محمد (١٧).