فصل [في معنى قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل}]
فصل [في معنى قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ}]
  وأما قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ}.
  إلى قوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣}(١) {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ}(٢) {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}(٣).
  فأجابت العدلية عن ذلك وما أشبهه:
  أما قوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} وهو أن الرسل بعد ما جاءتهم البينات اختلفت أقوامهم.
  فتقول العدلية: إن الله سبحانه لما أوضح لهم الدلائل والبراهين، اختلفوا فمنهم من قبل وآمن، ومنهم من عند وكفر، فأراد الله جهاد المؤمنين للكافرين، ولو شاء أن يترك أمرهم بالجهاد، أو أن ينتصر لنفسه، أو يمنعهم بالقسر لفعل، ولكن ليبلو بعضكم ببعض، حكمة منه تعالى.
  ثم قال: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣} من التخلية بينهم وإنزال البينات، ومن سائر أفعال نفسه.
  وأما قوله: {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ}(٤) أي بأن يقسركم، ولكن قضت الحكمة بالإختيار.
(١) البقرة (٢٥٣).
(٢) النحل (٩).
(٣) التكوير (٢٩).
(٤) في الأم بالفاء.