التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في معنى قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل}]

صفحة 54 - الجزء 1

  كره الإختلاف، ولأن الرحمة أقرب إلى هذه الكناية من الإختلاف، ولا يضر تذكير الكناية، لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي، ومعناها هو الفضل والإنعام مذكر.

  ويحتمل أن يكون رجوعه إلى الإختلاف، أي ولذلك، وهو وجوب مخالفة المؤمن للكافر، وعداوته له خلقهم.

  وأما قوله تعالى: {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ٧٠}⁣(⁣١) فالقول العذاب، {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ}⁣(⁣٢) {حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ}⁣(⁣٣).

  وأما قوله تعالى: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٧}⁣(⁣٤) فهو ما قاله على لسان الرسل من التوحيد وغيره، وبيان برهانه فأكثرهم لا يؤمنون لسوء اختيارهم.

  وأما قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}⁣(⁣٥) وما بمعناها، فسيق ذلك للتمدح بكمال القدرة والعلم، والملك، لا للتمدح بخلق الكفر والفساد.

  ثم إن أفعال العباد خارجة ومخصصة كما سبق في {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}⁣(⁣٦).

  و أما قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ


(١) يس (٧٠).

(٢) السجدة (١٣).

(٣) الزمر (٧١).

(٤) يس (٧).

(٥) البقرة (٢٨٤).

(٦) فاطر (٣).