التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في معنى قوله تعالى: {ولا ينفعكم نصحي}]

صفحة 63 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}⁣(⁣١) ليس فيها خلاف مذهبنا، لأن الضمير للمنافقين الذين قالوا: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}⁣(⁣٢) فكأنه قيل للمنافقين: لو جلستم في بيوتكم وتخلفتم عن الجهاد لخرج المؤمنون الذين كتب عليهم قتال الكفار إلى مضاجعهم، ولم يتخلفوا عن هذه الطاعة بسبب تخلفكم وتثبيطكم، ولا سامعين لكم أن تثبطوهم.


(١) آل عمران (١٥٤).

(٢) آل عمران (١٥٤).