[كلام ابن القيم في القدرية]
  إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ١٤٨}(١) وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ٣٥}(٢).
  وقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ٢٠}(٣).
  وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٤٧}(٤) انتهى.
  ومن عرف ما سبق من مذهب المجبرة علم أن هذا عين مذهبهم ومآله.
  ومنها ما ذكره هذا (ابن القيم) في ذمة من استدل بالقدر على الجبر، وهو أيضاً حجة عليهم، وحجة للعدلية، وقد رأينا نقله لتعرف أن بديهة عقولهم تنكر ما يؤول إليه مذهبهم، وأنهم أيضاً شنعوا على من صرح بما يؤول إليه مذهبهم قال ما لفظه: وأما المقام الثاني: وهو مقام الضلال والردى والهلاك، فهو الإحتجاج به، يعني بالقدر على الله وحمل العبد ذنبه على ربه، وتنزيه نفسه الجاهلة الظالمة، الأمارة بالسوء، وجعل أرحم
(١) الأنعام (١٤٨).
(٢) النحل (٣٥).
(٣) الزخرف (٢٠).
(٤) يس (٤٧).