التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [احتجاج للعدلية من القرآن على أن لا مانع من الإيمان]

صفحة 77 - الجزء 1

  قال الصاحب بن عباد في فصل له في هذا الباب رواه الرازي في مفاتيح الغيب قال: كيف يأمره بالإيمان وقد منعه عنه! وينهاه عن الكفر وقد حمله عليه! وكيف يصرفه عن الإيمان ثم يقول: {فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ٣٢}⁣(⁣١) ويخلق فيهم الإفك ثم يقول: {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٩٥}⁣(⁣٢) وأنشأ فيهم الكفر ثم يقول: {لِمَ تَكْفُرُونَ}⁣(⁣٣) وخلق فيهم لبس الحق بالباطل ثم يقول: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}⁣(⁣٤) وصدهم عن السبيل ثم يقول: {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣(⁣٥) وحال بينهم وبين الإيمان ثم قال: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا}⁣(⁣٦) وذهب بهم عن الرشد ثم قال: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ٢٦}⁣(⁣٧) وأضلهم عن الدين حتى أعرضوا ثم قال: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩}⁣(⁣٨) انتهى كلام الصاحب.

  وقال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}⁣(⁣٩) وقال: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ١٣٤}⁣(⁣١٠) فلما بين أنه ما أبقى لهم عذراً، إلا وقد أزاله عنهم، فلو كان هو


(١) يونس (٣٢).

(٢) الانعام (٩٥).

(٣) آل عمران (٧٠).

(٤) آل عمران (٧١).

(٥) آل عمران (٩٩).

(٦) النساء (٣٩).

(٧) التكوير (٢٦).

(٨) المدثر (٤٩).

(٩) النساء (١٦٥).

(١٠) طه (١٣٤).