التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [مما استدلت به العدلية من الآيات]

صفحة 84 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ}⁣(⁣١) إلى قوله في الرد عليهم في نفي الاستطاعة: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ٤٢}⁣(⁣٢) أي قد استطاعوا الخروج.

  وقوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ}⁣(⁣٣) إلى قوله: {وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} ولو كانت الأفعال خلقاً له ما أكذبهم.

  وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}⁣(⁣٤) وعلى الجبر هو المبدل والمنعم، ولا تغاير.

  وقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}⁣(⁣٥) وعلى الجبر أنه من عند الله، وقد صرح الله بنفي ذلك، ونسبته إلى الله بهت، لأنه تبرأ منه، وقد ذم الله من يرم بريئاً من العباد بقوله: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ١١٢}⁣(⁣٦) فكيف من يرم رب العالمين.

  وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ٥٩}⁣(⁣٧) وعلى الجبر


(١) التوبة (٤٢).

(٢) التوبة (٤٢).

(٣) المائدة (١٠٣).

(٤) إبراهيم (٢٨).

(٥) آل عمران (٧٨).

(٦) النساء (١١٢).

(٧) يونس (٥٩).