التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [مما استدلت به العدلية من الآيات]

صفحة 86 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}⁣(⁣١) وعلى الجبر أنه خلقه وأراده، ولا وجه للذم.

  وقوله تعالى: {اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ}⁣(⁣٢) وكيف يكون سخط الله، وهو خلقه وإرادته.

  وقوله تعالى: {يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ}⁣(⁣٣) وعلى الجبر هما سواء، لأنهما خلقه، ويكون المعنى مقتي أكبر من مقتي.

  وقوله تعالى بعد تعداد المعاصي: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ٣٨}⁣(⁣٤) وعلى الجبر أنه مريد له غير مكروه.

  وقوله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٥) وعلى الجبر أنه كتبها وخلقها.

  وقوله تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}⁣(⁣٦) وعند الجبرية أنه مريد له، وغير هذه الآيات مما تدل على صحة القول بالعدل، وبطلان الجبر.

  قال بعض العدلية: ولو أردنا الإحتجاج بجميع ما في القرآن من فاتحة التحميد إلى خواتم التعويذ، لأمكننا ذلك امكاناً ظاهراً، وكان احتجاجاً قاهراً، ألا ترى أن معنى بسم الله: أبتدئ، والحمد لله: نحمد، وغير ذلك، وانظر إلى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ


(١) النساء (١٠٨).

(٢) محمد (٢٨).

(٣) غافر (١٠).

(٤) الاسراء (٣٨).

(٥) الحديد (٢٧).

(٦) الزمر (٧).