التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [في لو كانت القدرية هم العدلية للزم التناقض في خبره ÷]

صفحة 98 - الجزء 1

  وما أظن أن لي أجراً في سعيي إذا كان الله قضاه عليّ وقدره، فقال له #: (إن الله قد أعظم لكم الأجر على مسيركم وأنتم سائرون، وعلى مقامكم وأنتم مقيمون، ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين، ولا إليها مضطرين ولا عليها مجبرين) فقال الشامي: كيف ذلك والقضاء والقدر ساقانا، وعنهما كان مسيرنا وانصرافنا؟ فقال له #: (ويحك يا أخا أهل الشام لعلك ظننت قضاءً لازماً، وقدراً حاكماً، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد، والأمر من الله والنهي، ولما كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المسيء، والمسيء أولى بعقوبة الذنب من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، وحزب الشيطان، وخصماء الرحمن وشهداء الزور، وقدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله أمر عباده تخييراً، ونهاهم تحذيراً، وكلف يسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يطع مكرهاً، ولم يعص مغلوباً، ولم يكلف عسيراً، ولم يرسل الأنبياء لعباً، ولم ينزل الكتاب لعباده عبثاً، ولا خلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار).

  قال الشامي: فما القضاء والقدر الذي كان مسيرنا بهما وعنهما؟ قال: (الأمر من الله بذلك والحكم ثم تلا {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ٣٨} إلى آخر الحكاية نقلت ذلك من أمالي السيد المرتضى.

  وروى حكاية الشامي الأمير الحسين، ورواها الحاكم أبو سعيد في كتابه جلاء الأبصار بإسناده إلى زيد بن علي عن أبيه عن جده تركت ذكر السند اختصاراً، وقد روي ذلك في كنز العمال وضعفها، لأنها