التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

حكاية [سؤال الحجاج لأربعة من علماء المعتزلة عن أفعال العباد]

صفحة 102 - الجزء 1

  فلم يجبه النقوي بشيء، وبقي متحيراً فلامه أصحابه بعد ذلك، فقال: إن قلت: الله كفرت، وإن قلت العبد خرجت من مذهبي، ثم ثبت الحكم بعد ذلك في صنعاء بمذهب أهل العدل.

حكاية [سؤال الحجاج لأربعة من علماء المعتزلة عن أفعال العباد]

  روي أن الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري، وواصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، يسألهم عن العقوبة على أفعال الشر هل هي من أفعال الله، أو من أفعال العبيد؟ فكتب إليه الحسن يقول: ما سمعت في ذلك إلا قول علي # فإنه قال: (أترى الذي نهاك دهاك، إنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله بريء من ذلك).

  وكتب إليه واصل بن عطاء ما سمعت في ذلك إلا قول علي # فإنه قال: (أيدلك الطريق، ويلزم عليك المضيق).

  وكتب إليه عمرو بن عبيد ما سمعت في ذلك إلا قول علي # فإنه قال: (إذا كان القضاء حتماً، كانت عقوبة المأمور ظلماً).

  فلما وصلته الكتب وكلها مسندة إلى أمير المؤمنين قال: قاتلهم الله لقد أخذوها من عين صافية.

فصل [تحذير من مذهب الجبرية، وذكر جملة من قواعدهم]

  إذا حققت ما أسلفنا ظهر لك أن هؤلاء الجبرية عدلوا عن الطريق المرضية، وأنهم خالفوا بديهة العقول، وخدعوا أنفسهم، ولم ينظروا في ذلك نظراً صائباً، فإذا لم يحسنوا النظر في هذه المسألة الواضحة، فكيف نظرهم فيما لم تدل عليه بديهة العقول،