التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[سؤال هل كان النبي ÷ يحب عليا #؟]

صفحة 111 - الجزء 1

  صرح الذهبي وشيخه ابن تيمية أن من يتولى علياً #، ويحبه هو وأهل البيت فهو شيعي، فجعلوا مجرد توليهم ومحبتهم بدعة، مع اتفاق الأمة على موالاة كل مؤمن.

  فعندهم أن الشعبي وأبا عبدالله الحاكم، والنسائي شيعة، مع أنهم يفضلوا الثلاثة على علي #.

  فكل ما يرويه ابن تيمية، وينسبه إلى الشيعة، استظهاراً لما يوافق مذهبهم، فالمراد به نحو هؤلاء.

  وأما من فضل علياً # على الثلاثة فهو عندهم ضال مضل، وإذا روى حديثاً في اهل البيت قالوا فيه: كذاب يضع أو دجال يتشيع، أو زائغ عن طريق الحق، أو مائل مفتر جاهل، وقد أطال السبكي الرد على من رمى الحاكم بالتشيع إلى أن قال: ومقام الحاكم عندنا أجل من ذلك. انتهى.

[سؤال هل كان النبي ÷ يحب عليًا #؟]

  فهؤلاء القوم قد جعلوا مجرد التشيع وصمة في اصطلاحهم، ينزهون كبارهم عنها، لكن يرد عليهم سؤال: ما يقول اهل السنة: هل كان النبيء ÷ يحب علياً، وأهل بيته أو لا؟ إن قلتم بالثاني خالفتم ما ورد في كتبكم، وكتب أهل الإسلام الناصة على انه كان يحبهم، بل خالفتم الضرورة.

  وإن قلتم بالأول فلا يخلو إما أن يحبهم، ولا يقدم علياً على المشائخ، أو يقدمه عليهم إن كان الأول لزمكم على اصطلاحكم أنه شيعي، والشيعي عندكم فيه وصمة.

  وإن كان الثاني لزمكم على اصطلاحكم أنه ÷ شيعي غال رافضي ... إلخ. لا تقبل روايته في اهل البيت، مع انه روي بالتواتر عنه ÷