التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[كلام التفتازاني حول ما وقع من الصحابة]

صفحة 122 - الجزء 1

  يبالغون في تنزيه كبارهم من مجرد التشيع كالنسائي والحاكم والشافعي وغيرهم، ثم إنهم يروون مناقب علي وأهل البيت، وبعضهم يتظلم لهم، إلا أنهم أغلقوا الباب لئلا ينال بالسب الأعلى فالأعلى بزعمهم.

  وقد روى الذهبي حديث «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» رواه من طرق وقواه.

[كلام التفتازاني حول ما وقع من الصحابة]

  وقال السعد التفتازاني: وما وقع من الصحابة من المشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ، والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والفساد، والحسد واللدد والعناد، وطلب الملك والرياسة، والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوماً، ولا كل من لقي النبيء ÷ بالخير موسوماً، إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله ÷ ذكروا لها محامل وتأويلات بما يليق، وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل، أو التفسيق صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلال في كبار الصحابة، سيما المهاجرين والأنصار، ومنهم المبشرون بالثواب في دار القرار، وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل البيت $ فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، يكاد يشهد به الجماد والعجماء، وتبكي له الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال، وتنشق منه الصخور، ويبقى سوء عمله على كر الشهور ومر الدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ١٢٧}