التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[اعتراف المقبلي باضطراب أهل الحديث]

صفحة 123 - الجزء 1

  فإن قلت: فمن علماء المذهب من لا يجوز اللعن على يزيد مع علمهم بأنه يستحق على ما يربو على ذلك ويزيد؟

  قلت: تحامياً على أن يرتقي إلى الأعلى فالأعلى، كما هو شعار الروافض، على ما يرى في أدعيتهم، ويجري في أنديتهم.

  فرأى المعتنيون بالدين إلجام العوام بالكلية، طريقاً إلى الاقتصاد في الاعتقاد، وبحيث لا تزل الأقدام عن اعتقاد السوء، ولا تضل الأفهام بالأهواء، وإلا فمن الذي يخفى عليه الجواز والاستحقاق! وكيف لا يقع عليه الاتفاق! انتهى.

[تعليق لابن الأمير على تحديد ابن حجر للشيعي]

  روي عن ابن تيمية أنه بالغ في تنقيص أمير المؤمنين، وأخرجه عن الإيمان، وكذا الزيدية شبههم باليهود.

  قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير على قول ابن حجر في تحديد الشيعي في كلامه السابق.

  قال السيد: فعلى هذا كل زيدي رافضي، وكل مؤمن شيعي، فإنه يحبه - يعني علياً - كل مؤمن وإن لم يقدمه على الشيخين.

  وصح أنه لا يخرج من اسم الشيعي إلا من تجرد عن محبته، فحينئذ يخرج عندهم من هذه الوصمة، وهذا عجيب. انتهى.

[اعتراف المقبلي باضطراب أهل الحديث]

  ذكر المقبلي في كتبه اضطراب أهل الحديث فيما بينهم.

  فترى من يقول متهم في رجل منهم: إنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو بعينه عند آخرين أكذب الكاذبين، وتنوع لهم في النعوت والأوصاف بالمدح والذم، وعدم الإئتلاف.