فصل [إجماع الشيعة على أن عليا # أفضل الأمة، وأنه الإمام بعده ÷]
  بحقية قولهم، ولا يلزم العترة وشيعتهم تأويل العامة للأخبار، وإخراجها عن ظاهرها، إذ العبرة بوضوح الدلالة العقلية، واللغوية والشرعية، فجرت الحكمة على ألسنتهم، والحكمة ضالة المؤمن فاعرف ذلك كله.
  وإنما أعني بما ذكرت مسائل الأصول كالعدل والتوحيد، وما يتصل بهما، والإمامة لا مسائل الفروع، فليس الكلام في الخلافيات فيها.
فصل [إجماع الشيعة على أن عليا # أفضل الأمة، وأنه الإمام بعده ÷]
  قد ذكرنا ما سنح مما جرى بين العدلية والجبرية.
  واعلم أن الشيعة قاطبة يذهبون إلى أن علياً كرم الله وجهه أفضل الأمة، وأنه الإمام بعده ÷ بلا فصل لخبر الغدير، وقد أنهى بعضهم طرقه إلى مائة وخمسين طريقاً.
  وخبر المنزلة وهو معلوم حتى قيل: إن الحفاظ أخرجه من خمسة آلاف طريق.
  وخبر {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}(١) وقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}(٢) الآية، وغير ذلك مما روته الأمة كثيراً.
  وقالت المعتزلة: إن الإمام بعده ÷ أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان كمقالة الجبرية.
[جملة أخبار في علي # ذكرها ابن أبي الحديد]
  وأما التفضيل: فقال ابن أبي الحديد في محاورة جرت: هل
(١) الشعراء (٢١٤).
(٢) المائدة (٥٥).