التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[اتفاق الأخبار الصحيحة على قول النبي ÷ لعلي «لا يبغضك إلا منافق»]

صفحة 127 - الجزء 1

  شرف علياً بفاطمة، أم هي شرفت به؟

  قال: فالذي استقر عليه رأي المتأخرين من أصحابنا أن علياً أرفع المسلمين كافة عند الله، بعد رسوله ÷ من الذكور والإناث.

  وفاطمة ^ إمرأة من المسلمين وإن كانت سيدة نساء العالمين، ويدل على ذلك أنه قد ثبت أنه أحب الخلق إلى الله بحديث الطائر، وفاطمة من الخلق.

  وقال أيضاً: قال شيخنا أبو الهذيل، وقد سأله سائل: أيهما أعظم منزلة عند الله علي أم أبو بكر؟ فقال: يا ابن أخي والله لمبارزة علي عمراً يوم الخندق، تعدل أعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلها تربي عليها فضلاً عن أبي بكر وحده، وقد روي عن حذيفة بن اليمان ما يناسب هذا، بل ما هو أبلغ منه.

  قال: والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أمة محمد ÷ في كفة الميزان منذ بعث الله محمداً إلى يوم الناس هذا، ووضع عمل واحد من أعمال علي # في الكفة الأخرى لرجح على أعمالهم كلها. انتهى.

[اتفاق الأخبار الصحيحة على قول النبي ÷ لعلي «لا يبغضك إلا منافق»]

  قال ابن أبي الحديد أيضاً: قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين، على ان النبيء ÷ قال له - يعني لعلي -: «لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن» إذا عرفت هذا فنذكر ما سنح مما ذكره ابن أبي الحديد هذا المعتزلي مما جرى بين أمير المؤمنين وبعض الصحابة، ومما روى فيه بعض المتهمين بانحرافه عنه.

  قال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج: وروى ابن ديزيل بسنده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ÷: «ألا أدلكم على ...