[كلام ابن القيم في القدرية]
  ولا يفهم من هذه الآية كل عاقل إلا أن صالحات أعمالنا وقبيحات أفعالنا واقفة على اختيارنا، وأنه لو عذبنا تعالى على غير سيئة فعلناها، أو على ما خلقه فينا وأوجده فينا لما قال: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}(١) لكن الظلم ممتنع في حكمته.
  ومنها قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً}(٢) {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ٢٦}(٣) {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}(٤) {كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً} مما صرح فيه بخلق القوة في الإنسان التي بها يتمكن من الترك والفعل، كما قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}(٥) فتركوا الهدى بعد التمكن.
  وقال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ١٠}(٦).
[كلام ابن القيم في القدرية]
  ومنها ما قاله ابن القيم الجوزية عن نفسه، أو حكاية عن ابن تيمية، وإن كان منهم إلا أنه حجة عليه، وحجة للعدلية، قال ما لفظه: وأما القدرية الإبليسية، فكثير منهم منسلخ عن الشرع، إلى أن قال: وراثة عن شيوخه الذين قال الله فيهم: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا
(١) فصلت (٤٦).
(٢) الروم (٥٤).
(٣) القصص (٢٦).
(٤) القصص (٧٦).
(٥) فصلت (١٧).
(٦) البلد (٦).