التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [احتجاج للعدلية من القرآن على أن لا مانع من الإيمان]

صفحة 76 - الجزء 1

  إلى أن قال: فيكون الجبر لازماً يعني لهم، وذكر السبب القاضي بقول الفلاسفة والدهرية بالجبر، في سورة الحديد.

  وجوابه هذا على الفنقلة، يصلح جواباً على من يقول: إن الله خالق أفعال العبد، ثم يفر من الجبر بزعمه بأمور لا تعقل، أو متناقضة، وتكثير عبارات لا تخرجه في الحقيقة عن الجبر ولوازمه.

فصل [احتجاج للعدلية من القرآن على أن لا مانع من الإيمان]

  واستدلت العدلية على صحة ما ذهبت إليه أن القرآن مملوء من الآيات الدالة على أنه لا مانع لأحد من الإيمان، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى}⁣(⁣١) وهو إنكار بلفظ الإستفهام، ومعلوم أن رجلاً لو حبس آخر في بيت، بحيث لا يمكنه الخروج عنه، ثم يقول: ما منعك من التصرف في حوائجي، كان ذلك منه مستقبحاً وكذا قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ}⁣(⁣٢) وقوله لإبليس: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ}⁣(⁣٣) وقوله: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٠}⁣(⁣٤) وقول موسى لأخيه: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ٩٢}⁣(⁣٥) وقوله: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩}⁣(⁣٦).


(١) الكهف (٥٥).

(٢) النساء (٣٩).

(٣) ص (٧٥).

(٤) الإنشقاق (٢٠).

(٥) طه (٩٢).

(٦) المدثر (٤٩).