التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [مما استدلت به العدلية من الآيات]

صفحة 82 - الجزء 1

  عز الدين⁣(⁣١)، وكذلك السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني⁣(⁣٢).

  قال بعض العدلية: بلغنا ذلك بالسند الصحيح مع أن جماع العترة القدماء عدلية، وكذا المتأخرين، إلا من غلب عليه مذهب أهل بلده، وضعفت همته عن النظر في طلب الحق، ودخل تحت أسر تقليد المنحرفين عن العترة، وهم أفراد لا يؤبه لهم، ولا ينظر إليهم، لأنهم مقلدون وتابعون غير متبوعين، وخرجوا عما أجمع عليه العترة قبل وجودهم، وليسوا من المشهورين المحققين، كما اشتهر السيد الشريف الجرجاني بالفطنة والتحقيق، وهو هذا قد رجع إلى العدل، وهو اللائق بفطنته، وهمته العلوية.

فصل [مما استدلت به العدلية من الآيات]

  ومما استدلت به العدلية من الآيات قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إذ لا يعقل إلا أن العابد غير المعبود.

  {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥} كذلك، وإلا كان المعنى نستعين بك على فعلك،


(١) هو الإمام عز الدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد $، ولد لعشر ليال بقين من شوال سنة ٨٨٠ هـ له مصنفات كثيرة نافعة، توفي | في ٢٢ رجب سنة ٩٠٠ هـ، ودفن بهجرة فلله من أعمال صعدة.

(٢) هو السيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني، يرتفع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، ومن أجل هذا لقب بالشريف، كما لقب بالسيد، ولد سنة ٧٤٠ هـ بلغ مبلغاً من المعرفة صار بها إماماً في جميع العلوم العقلية، وغيرها، متفرداً فيها مصنفاً في جميع أنواعها، متبحراً في دقيقها وجليلها، وطار صيته في الآفاق، وانتفع الناس بمصنفاته في جميع البلاد.

قال العلامة محمد بن إسحاق العبدي في كتابه إبطال العناد: السيد الشريف أعظم من كان في حزب الأشاعرة الجبرية، لكنه قد بلغنا بالسند الصحيح المتصل بابن بنته، أنه ما مات إلا وقد رجع عن هذه المذاهب الردية، وهو اللائق بفطنته وهمته العلوية، فلا نطيل هنا بذكر السند في رجوعه إلينا، والحمد لله الذي من علينا. اهـ توفي سنة ٨١٦ هـ كتبها عبد الله إبراهيم الهادي.