عجيبة [المجبرة يذمون العدلية]
  تهدم قواعدهم.
فصل [حكاية لعمرو بن عبيد في القدر]
  قال الجاحظ: نازع رجل عمرو بن عبيد في القدر، فقال له عمرو: إن الله تعالى قال في كتابه ما يزيل الشك عن قلوب المؤمنين في القضاء والقدر، قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٩٢ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩٣}(١) ولم يقل لنسألنهم عما قضيت عليهم، أو قدرته فيهم، أو أردته منهم، أو شيأته لهم، أو ليس بعد هذا الأمر إلا الإقرار بالعدل، والسكوت عن الجور الذي لا يجوز على الله.
عجيبة [المجبرة يذمون العدلية]
  المجبرة يذمون العدلية على قولهم بالعدل، ويتبرأون منهم، وغفلوا عن مذهبهم أنه بقضاء الله وقدره، وأنه يجب عليهم الرضاء بالقدر، فلا يذمون أهل العدل.
  فإن قالوا: إنما ذميناهم، وشنعنا عليهم بقضاء وقدر، مجبرين على ذلك، قيل لهم، فهل أنتم معذورون في عدم رضاكم فيما قدر على العدلية من القول بالعدل، لأنه قدر عليكم أن لا ترضوا بذلك القدر، وقدر عليكم الذم لهم؟
  فإن قالوا: نحن معذورون لأجل القدر كان الكفرة والفسقة وجميع أهل المعاصي معذورون للاشتراك في العلة، وحينئذ بطلت فائدة
(١) الحجر (٩٢)