[العدل]
  وَأَنَّهُ الصَّادِقُ فِي وَعْدِهِ وَوَعِيْدِهِ، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيْثًا ٨٧}[النساء: ٨٧]، لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيْهِ وَمَا هُوَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيْدِ، فـ {لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىْ}[الأنعام: ١٦٤]، {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَىْ ٣٩}[النجم: ٣٩].
  وَأَنَّهُ لا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَلا يُكَلِّفُهَا إِلا مَا آتاهَا.
  وَأَنَّ الأَعْمَالَ مَنْسُوْبَةٌ إِلَى مَنْ نَسَبَهَا اللهُ إِلَيْهِ فِيْ نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}[فصلت: ٤٦].
  وَأَنَّ مَا كَلَّفَنَا اللهُ بِهِ نَسْتَطِيْعُ الْقِيَامَ بِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللَّه مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦]، وَيَتْرُكُهُ الْعَاصِيْ وَهُوَ مُسْتَطِيْعٌ لِخِلافِهِ، كَمَا حَكَىْ اللهُ عَنِ الْمُنَافِقِيْنَ: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ}[التوبة: ٤٢] فَكذَّبَهُمُ اللهُ تَعَالَى وَذَمَّهُمْ بِقَوْلِهِ: {يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ٤٢}[التوبة: ٤٢].
  وَأَنَّهُ لا يُرِيْدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ وَلا يُحِبُ الفَسَادَ، وَأَنَّهُ لا يَرْضَىْ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ، وَأَنَّهُ لا يَقْضِي إِلا بِالْحَقِّ، وَأَنَّهُ لَمْ يَخْلُقِ الْجِنَّ وَالإِنْسُ إِلا لِيَعْبُدُوهُ، مَا أَرَادَ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أَرَادَ أَنْ يُطْعِمُونَ.