(5) النبي ÷ في المدينة
(٥) النبي ÷ في المدينة
  وصل النبي ÷ يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول فنزل قباء عند بني عمرو بن عوف من الأنصار، ثم لحقه علي # في قباء، وأقام رسول الله ÷ في قباء إلى يوم الخميس وأسس مسجد قباء، ثم أمره الله تعالى بالخروج يوم الجمعة فأتاه بعض الأنصار وطلبوا منه أن يقيم عندهم فقال لهم: «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» يعني: الناقة، فذهبت حتى بركت على باب مسجد النبي ÷ وهو يومئذ مربد فلم ينزل عنها، ثم سارت قليلًا ثم رجعت إلى مبركها أول مرة وبركت، فنزل عنها رسول الله ÷ وحمل أبو أيوب الأنصاري رحله فوضعه في بيته ونزل رسول الله ÷ عنده(١)، ثم شرى تلك الأرض وبنى فيها المسجد، وقد كان ÷ يعمل بنفسه في بناء المسجد مع أصحابه، وأيضًا بنى الحجرات لأزواجه حول المسجد، وقد كان بعضها مبنيًّا بحجارة قد رصَّت وسقفها من جريد نخل مطين بطين، فلما أكمل بناء المسجد والحجر انتقل إليها، ثم آخا رسول
(١) في المصابيح سمعت القاسم بن إبراهيم يقول: أقام رسول الله ÷ لما وافى المدينة ونزلت عليه آية الجهاد في بيت أبي أيوب شهرين وخمسة عشر يومًا، ثم تحول إلى الدار التي بناها، وأنفذ حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة في ثلاثين راكبًا في طلب مال لقريش، وهي أول سرية كانت، فأصابوا منه بعضه وفاتهم أكثره.