(8) غزوة بني قينقاع
(٨) غزوة بني قينقاع
  شوال سنة ٢ هـ
  قدم النبي ÷ المدينة وقد كان حولها ثلاث طوائف من اليهود: بنو قينقاع وهم حلفاء الخزرج، وبنو النضير وبنو قريضة وهم حلفاء الأوس، فصالحهم النبي ÷ على ألا يحاربوه ولا يظاهروا عليه أحدًا ولا يوالوا عدوه عليه وهم على كفرهم آمنون على دمائهم وأموالهم، وكتب بينه وبينهم كتاب الأمان، فلما انتصر النبي ÷ في غزوة بدر على قريش وهزمهم هزيمة منكرة نقضت يهود بني قينقاع عهدهم مع النبي ÷ وأظهروا الغدر والبغضاء حتى قال بعض كبارهم: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم - أهل بدر - لبطن الأرض خير لنا من ظاهرها، وخرج إلى مكة يبكي قتلى المشركين ببدر، فقصدهم النبي ÷ والمسلمون وحاصروهم حتى نزلوا على حكم النبي ÷، وكانوا حلفاء الخزرج، فقام عبد الله بن أبي إلى النبي ÷ يسأله الإحسان إلى بني قينقاع والنبي ÷ يعرض عنه، فكرر السؤال وألح على النبي ÷ وقال له: أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصرهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر، فقال النبي ÷: «هم لك»(١)، فنزل في ذلك
(١) وقد بقيت بنو قينقاع في المدينة إلى أن أجلوا منها في زمن عمر بن الخطاب.