(9) غزوة أحد
(٩) غزوة أحد(١)
  شوال سنة ٣ هـ
  عندما انهزمت قريش في غزوة بدر هزيمة منكرة أرادت الثأر لقتلاها في بدر، فاجتمعت على غزو المسلمين في عقر دارهم المدينة، فخرجت بحدها وحديدها وأحابيشها(٢) وبمن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة بجيش قوامه ثلاثة آلاف رجل، وخرجوا بنسائهم لئلا يفروا.
  ولما سمع رسول الله ÷ خبر نزول قريش بالقرب من المدينة قال لأصحابه: «إني رأيت بقرًا تذبح، ورأيت ثلمًا في ذباب سيفي، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة» وقال: «فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم الذي رأيت في ذباب سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل».
  ثم أشار ÷ على المسلمين أن الرأي أن يقيموا في المدينة وكره الخروج منها، فإن دخلت عليهم قريش حاربوها، وإن أقامت
(١) أحد: جبل يطل على المدينة المنورة من الجهة الشمالية، وكان يبعد عنها ثلاثة أميال ونصف قبل أن يصله العمران، وكانت المعركة عنده فسميت باسمه.
(٢) الأحابيش: بنو الحارث بن عبد مناة والهون بن خزيمة وبنو المصطلق من خزاعة تحالفوا في الأحبش وادي أسفل مكة فسموا باسمه، وقيل: إن الأحابيش اسم جماعات من الناس يجتمعون من قبائل شتى.