(16) مقتل عمرو وهزيمة الأحزاب
(١٦) مقتل عمرو وهزيمة الأحزاب
  قفز عمرو بن عبد ود العامري وكان فارس الأحزاب وكان يعد لألف مقاتل، فدخل إلى المسلمين فدعاهم إلى البراز فلم يجبه أحد بل سكتوا وكأنما على رؤوسهم الطير.
  وقد كان علي # يتهيأ للقيام إلى براز عمرو في كل مرة، غير أن النبي ÷ كان يسكته ربما - والله أعلم - من أجل أن يتبين فضل علي # على سائر الصحابة. فلما تبين للنبي ÷ وظهر عجزهم وخوفهم ظهورًا لا تحوم حوله الشكوك أذن النبي ÷ لعلي # في مبارزة عمرو، فلما برز علي # قال النبي ÷: «برز الإيمان كله للشرك كله»(١).
  وكان علي # مترجلًا وعمرو على فرس فنزل عن فرسه، وبعد حوار بينهما دعاه فيه علي # إلى الإسلام فأبى عمرو بن عبد ود، فقال علي #: فأنا أدعوك إلى المبارزة، ثم تجاولا وتصارعا حتى غيبهما الغبار، فسمع المسلمون بعد ساعة تكبير علي # فعرفوا أنه قتل عمرو بن عبد ود، فكبروا وحمدوا الله تعالى، فانهار لقتله عزم المشركين ووهنت عزائمهم مع ما هم فيه من الريح الباردة التي سنت وجوههم وأعمت عيونهم وقلعت خيامهم وأطفأت نيرانهم وأكفأت
(١) رواه في شرح النهج لابن أبي الحديد.