لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(3) عمرة الحديبية

صفحة 15 - الجزء 1

  الناس فسلكوا غير الطريق التي فيها خالد حتى إذا بلغ الحديبية⁣(⁣١) بركت ناقته، فقال الناس: خلأت القصوى خلأت القصوى، فقال ÷: «ما خلأت⁣(⁣٢) القصوى، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، والله لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها».

  ثم قال ÷ للناس: «انزلوا» فنزلوا على قليل من الماء، فلم يلبث الناس أن نزحوه، فشكوا إلى الرسول ÷ العطش، فانتزع سهمًا من كنانته وأمرهم أن يجعلوه فيه، فخرج الماء بكثرة ببركته، وهذا من معجزاته ÷.

  فلما اطمأن رسول الله ÷ في المكان أتته رسل قريش فأول رسول كان بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، وكان فيهم نصح للنبي ÷، فأخبر النبي أن قريشًا قد صممت على صده عن البيت الحرام وقتاله، فقال: «إنا لم نجئ لقتال أحد، وإنما جئنا معتمرين ... إلخ».

  ثم بعثوا عروة بن مسعود رجلا من بني كنانة.


(١) الحديبية: مكان بين مكة وجدة، على بعد ٢٢ كم غرب مكة على طريق جدة القديم.

(٢) خلأت: بركت الناقة من غير علة.