(3) عمرة الحديبية
  الناس فسلكوا غير الطريق التي فيها خالد حتى إذا بلغ الحديبية(١) بركت ناقته، فقال الناس: خلأت القصوى خلأت القصوى، فقال ÷: «ما خلأت(٢) القصوى، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، والله لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها».
  ثم قال ÷ للناس: «انزلوا» فنزلوا على قليل من الماء، فلم يلبث الناس أن نزحوه، فشكوا إلى الرسول ÷ العطش، فانتزع سهمًا من كنانته وأمرهم أن يجعلوه فيه، فخرج الماء بكثرة ببركته، وهذا من معجزاته ÷.
  فلما اطمأن رسول الله ÷ في المكان أتته رسل قريش فأول رسول كان بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، وكان فيهم نصح للنبي ÷، فأخبر النبي أن قريشًا قد صممت على صده عن البيت الحرام وقتاله، فقال: «إنا لم نجئ لقتال أحد، وإنما جئنا معتمرين ... إلخ».
  ثم بعثوا عروة بن مسعود رجلا من بني كنانة.
(١) الحديبية: مكان بين مكة وجدة، على بعد ٢٢ كم غرب مكة على طريق جدة القديم.
(٢) خلأت: بركت الناقة من غير علة.