لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(6) انتشار الإسلام بعد صلح الحديبية

صفحة 24 - الجزء 1

  وبعث رسول الله ÷ عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة إلى كسرى ملك الفرس يدعوه إلى الإسلام، وكتب معه كتابًا، قال عبد الله: فدفعت كتاب رسول الله ÷ فَقُرئ عليه ثم أخذه فمزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله ÷ قال: «اللهم مزق ملكه». وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن يأمره أن يبعث رجلين جلدين ليأخذا رسول الله ÷ ويذهبا به إلى كسرى، فلما وصلا إلى النبي ÷ وأخبراه تبسم ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترتعد، ثم قال لهما: «ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد»، فجاءاه من الغد فأخبرهما أن الله تعالى قد سلط على كسرى ابنه فقتله في تلك الليلة، فرجعا إلى باذان فأخبراه وجاءه الخبر بقتل كسرى مطابقًا لخبر النبي ÷ فأسلم باذان هو والأبناء⁣(⁣١) الذين في اليمن.

  وقد كانت الروم وفارس في ذلك الوقت أقوى دولتين في العالم.

  وبعث رسول الله ÷ حاطب بن أبي بلتعة وهو أحد الستة إلى المقوقس عظيم القبط⁣(⁣٢) يدعوه إلى الإسلام، وكتب معه كتابًا، ولما وصل وقرأ عليه الكتاب فعظم الكتاب واحترمه وأكرم حاطبًا وبعث معه بجاريتين وهدية ولم يسلم، فقبل رسول الله ÷ هديته وأخذ الجاريتين مارية أم إبراهيم بن رسول الله ÷ وأختها.


(١) الأبناء: هم الفرس الذين كانوا في اليمن.

(٢) القبط: أهل مصر.