(6) انتشار الإسلام بعد صلح الحديبية
  فدعا رسول الله ÷ عليًّا رضوان الله عليه وهو أرمد، فتفل في عينيه ثم قال: «خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك». قال #: (فأرسل إلي فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئًا، فتفل في عيني وقال: «اللهم اكفه الحر والبرد»(١) فما آذاني بعده حر ولا برد).
  فمضى علي بالراية حتى ركزها تحت الحصن، فخرج إليه أهل الحصن وخرج مرحب اليهودي في سلاحه يطلب البراز وقد كان فارس اليهود، فبرز إليه علي # وقتله، وقاتل أهل الحصن، فلم يزل يقاتل حتى فتح الله عليه.
  وحين أيقن أهل خيبر بالهلاك في حصني الوطيح والسلالم سألوا رسول الله ÷ أن يسيرهم وأن يحقن دماءهم، ففعل، وكان رسول الله ÷ قد حاز الأموال كلها إلا هذين الحصنين. وهذه المغانم مما وعد الله تعالى به:
= ١٧١) رقم (٧٧). وابن أبي شيبة في مصنفه: (٦: ٣٧٠) رقم (٣٢١٠٠) و (٧: ٣٩٢) رقم (٣٦٨٧٤). والطبراني في الكبير: (١٨: ٢٣٧) رقم (٥٩٥). وأبو داود الطيالسي في مسنده: (٤: ١٨٧) رقم (٢٥٦٣). في كنْز العمال: (١٣: ١٢٠ - ١٢٢) رقم (٣٦٣٨٨)، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجه، والبزار، وابن جرير وصححه، والطبراني في الأوسط، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.
(١) رواه عبد الرزاق في مصنفه (٥: ٢٨٧) رقم (٩٦٣٧) وابن أبي شيبة في مصنفه (٦: ٣٦٧) رقم (٣٢٠٨٠)، ورواه ابن ماجه في سننه (١: ٤٣) رقم (١١٧) بلفظ: «أذهب عنه»، وأحمد في مسنده (٢: ١٦٨) رقم (٧٧٨) والطبراني في الأوسط (٢: ٣٨٠) رقم (٢٢٨٦) والنسائي في سننه (٧: ٤١١) رقم (٨٣٤٥).