لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(9) غزوة مؤتة

صفحة 36 - الجزء 1

  مائة ألف، عند ذلك غير المسلمون في أمرهم وجعلوا ينظرون فيما يعملون، فقال بعضهم: نكتب إلى رسول الله ÷ بعدد عدونا ثم يأمرنا بأمره، فشجع الناسَ عبدُ الله بن رواحة ومما قال لهم: وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا بكثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهورًا وإما شهادة. فقال الناس: صدق والله ابن رواحة.

  فمضى الناس حتى كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب، فالتقى الفريقان عند قرية يقال لها: مؤتة، وتعبأ المسلمون للقتال، واشتبك الجيشان وقاتل جعفر على فرسه حتى إذا اشتد القتال اقتحم عن فرسه وعقرها⁣(⁣١) وقاتل راجلًا، وكان يحمل الراية بيمينه فقطعت يمينه، فأخذها بشماله فقطعت شماله، ثم احتضنها حتى قتل.

  ثم أخذ اللواء زيد بن حارثة وقاتل حتى مزقته رماح القوم، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وقاتل حتى قتل. وكان خالد بن الوليد قد أسلم في هذه السنة وحضر المعركة، فاصطلح المسلمون على أن يعطوه الراية، فأخذها وانحاز قليلًا قليلًا حتى انصرف بهم عن المواجهة.


(١) وهذا فيه مصلحة عظيمة جدًّا فجاز لأجلها، أفاد ذلك سيدي العلامة نجم العترة الطاهرة محمد بن عبد الله عوض المؤيدي أيده الله تعالى، ومن المصلحة فيه شد عزائم جيش الإسلام حينما يرون قائدهم يفعل ذلك الفعل، وكذلك بث الرعب في قلوب الجيش الرومي عند رؤيته ذلك والعلم به، وهذا كله مع قلة عدة وعدد المسلمين في مقابل جحافل الروم مع غير ذلك من المصالح التي لا تخفى على اللبيب.