(10) فتح مكة
  فوصل المدينة وكلم النبي ÷ فلم يرد عليه شيئًا، فكلم عليًّا فلم يجد عنده ما يريد، وكلم فاطمة فلم يجد ما يريد، فسأل عليًّا بالرحم واستنصحه، فقال له علي #: (والله لا أعلم لك شيئًا، ولكنك سيد بني كنانة فقم وأجر بين الناس ثم الحق بأرضك)، فقال: وهل ينفعني ذلك؟ قال علي: (لا ولكني لا أجد لك غير ذلك)، فمضى أبو سفيان وقال ذلك، ثم قفل راجعًا إلى مكة.
  ثم تجهز رسول الله ÷ وأعدوا واستعدوا لفتحها وحشدوا جيوش المسلمين، ثم خرج بجيش قوامه عشرة آلاف رجل، وقال ÷: «اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نباغتهم في بلادهم».
  فكتب حاطب بن أبي بلتعة - وهو من أهل بدر - إلى قريش يخبرها بسير رسول الله ÷ بجيوشه لفتح مكة، وأعطى كتابه امرأة تسمى سارة، وهي مولاة لبعض بني عبد المطلب، فأتى الوحي يخبر النبي ÷ بذلك، فأرسل النبي ÷ علي بن أبي طالب والزبير فأخذا منها ذلك الكتاب بعد التهديد والوعيد، فعادا بالكتاب إلى النبي ÷ فقال لحاطب: «ما حملك على ما صنعت؟» فقال حاطب: ما غيرت يا رسول الله ولا بدلت، غير أن لي في مكة أهلًا وولدًا فأردت أن أتخذ عندهم معروفًا يجيروني به في أهلي وولدي، فأنزل الله تعالى في ذلك سورة الممتحنة إلا قليلًا في آخرها: