(11) في الطريق إلى مكة
  أن يحبس أبا سفيان عند مضيق جبل حتى تمر به الجيوش، فمرت به تلك الجيوش وهو ينظر إليها، وكلما مرت به قبيلة قال: من هذه يا عباس، فيقول العباس: هذه قبيلة كذا، حتى مر به المهاجرون والأنصار وفيهم رسول الله ÷ فقال: من هؤلاء يا عباس؟ فقال: رسول الله ÷ والمهاجرون والأنصار، فقال: سبحان الله، ما لأحد بهؤلاء من طاقة، والله لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا، فقال له العباس: ويحك إنه ليس بملك، إنها النبوة(١)، فقال له العباس: انج ويحك فأدرك قومك قبل أن يدخل عليهم، فخرج أبو سفيان حتى دخل مكة وهو ينادي: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ثم قال: فإني رأيت ما لم تروا الرجال والكراع والسلاح ليس لأحد بهم طاقة، محمد في عشرة آلاف، فأسلموا تسلموا.
(١) البغوي في تفسيره (٥: ٣٢٢)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣: ٣١٩) رقم (٥٤٥٠) والطبراني في الكبير (٧: ٧٦) رقم (٦٤١٩) وفي الصغير (٢: ١٦٧) رقم (٩٦٨) والضياء في المختارة (١١: ١٥٣) رقم (١٤٥) وأبو طاهر المخلص في المخلصيات (٢: ١٨٤) رقم (١٣٣١) والواقدي في المغازي (٢: ٨٢٢) وابن هشام في السيرة (٢: ٤٠٤) والكامل في التاريخ لابن الأثير (٢: ١٢٠) وابن سعد في الطبقات (٢: ١٣٥) وابن جرير الطبري في تاريخه (٣: ٥٤) والبيهقي في دلائل النبوة (٥: ٣٢). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦: ١٧٦): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.