لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(15) غزوة حنين

صفحة 54 - الجزء 1

  نصرنا رسول الله في الحرب سبعة⁣(⁣١) ... وقد فر من قد فر عنه وأقشعوا

  وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسه في الله لا يتوجع

  وقد ذكر الله تعالى هذه القصة ونعى عليهم عجبهم بكثرتهم وأنها سبب الهزيمة في أول المعركة فقال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}⁣[التوبة ٢٥]، ثم أخبر تعالى في الآية التي بعدها بإنزال السكينة على رسوله ÷ وعلى المؤمنين الذين ثبتوا معه فقال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ٢٦}⁣[التوبة].

  ثم أمر رسول الله ÷ عمه العباس وكان رجلًا صيتًا فنادى في الناس: يا معشر الأنصار يا أصحاب الشجرة، فأقبلوا بعد إدبارهم واستقبلوا العدو يقاتلونه، فأخذ النبي ÷ بيده كفًّا من حصى فرمى بها العدو، فما زال أمرهم مدبرًا وحالهم إلى انكسار حتى ولوا الأدبار وقذف الله الرعب في قلوبهم، وقتل منهم من قتل، قيل: إنهم مائة وخمسون، وغنم


(١) في أنوار اليقين (١: ١٨٦ نسخة إلكترونية) هم: علي بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن العباس. والثامن أيمن بن عبيد الله.

وفي الاستيعاب لابن عبد البر: (٢: ٨١٣): «وقال ابن إسحاق: السبعة علي والعباس والفضل بن العباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه جعفر وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد، والثامن أيمن بن عبيد». ومثل ذلك قال ابن قتيبة في المعارف: (١٦٣).