لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(15) غزوة حنين

صفحة 58 - الجزء 1

  ثم توجه رسول الله ÷ حتى وصل بجيشه إلى تبوك ومكث بها عشرين ليلة ولم يلق عدوًا ولم يواجه حربًا ولا كيدًا. ثم قفل راجعًا إلى المدينة فوصل إليها في شهر رمضان.

  وقد سميت هذه الغزوة غزوة العسرة، قال تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١١٧}⁣[التوبة].

  قال في البرهان: كانوا في عسرة من الظَّهْر كان الرجلان والثلاثة على بعير، وفي عسرة من الزاد، وفي عسرة من الماء، وكانوا في التهاب الحر وشدته، ومعنى {يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} أي: يدنف بالجهد والمشقة، وقيل: يميل عن الثبات على الإيمان وعن اتباع الرسول في تلك الغزوة حين همَّ فريق منهم بالرجوع ثم ثبتهم الله.

  وقال الله تعالى في المتخلفين عن هذه الغزوة: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ٨١}⁣[التوبة].


= ١١٧) رقم (٤٥٧٥)، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، وفي (٣: ١٤٣) رقم (٤٦٥٢)، وقال: حديث صحيح الإسناد، وصححه الذهبي.