(19) حجة الوداع وغدير خم
  يبلغ الشاهد الغائب، فأنزل الله ø: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}(١) [المائدة ٣]، ثم قال رسول الله
= وساق الكثير من الرويات عن عدة من الصحابة ووثق الكثير من رواته وحسن وصحح الكثير منها. وغيرهم عن غيرهم من الصحابة.
قال عنه الذهبي ما لفظه: «رأيت شطره فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك». سير أعلام النبلاء: (١٤: ٢٧٧) ترجمة رقم (١٧٥)، وقال أيضًا: «ومتنه فمتواتر». سير أعلام النبلاء: (٧: ٣٣٣) ترجمة رقم (١٢٥٧)، بل وأفرد له مؤلفًا سماه: طرق خبر من كنت مولاه فعليٌّ مولاه.
وعده السيوطي من المتواترات، ورواه الطبري من خمس وسبعين طريقا، وأفرد له كتابًا اسمه: «الولاية». وقال ابن حجر الهيتمي في صواعقه المحرقة مؤسسة الرسالة (١٤١٧ هـ/١٩٩٧ م) (١: ١٠٦): «حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي، والنسائي، وأحمد، وطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي ﷺ ثلاثون صحابيا، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن؛ لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي ﷺ، وقول بعضهم: إن زيادة «اللهم وال من والاه ..» الخ موضوعة، مردود؛ فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرًا منها».
(١) أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١: ٤٢) و (١: ١٤٦)، ورواه الإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين - مخ: (٢: ٣١٦) وأخرجه الكوفي في المناقب: (١: ١١٨) رقم (٦٦) و (١: ١٣٧) رقم (٧٦) و (١: ٣٦٢) رقم (٢٩١) و (٢: ٤٣٤) رقم (٩١٨). وابن المغازلي في المناقب: (٤٦) رقم (٢٤). وفي الدر المنثور للسيوطي: (٣: ١٩): «وأخرج ابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله ﷺ عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}. وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: لما كان يوم غدير =