لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(20) مرض النبي ÷

صفحة 74 - الجزء 1

  بالأنصار وقال: «إنهم لا يرتدون عن منهاجها، ولا آمن منكم يا معشر المهاجرين الارتداد»، ثم رفع صوته حتى سمع من في المسجد ووراءه وهو يقول: «يا أيها الناس، سعرت النار، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، إنكم والله لا تعقلون علي غدًا بشيء، ألا وإني قد تركت فيكم الثقلين فمن اعتصم بهما فقد نجا، ومن خالفهما هلك».

  فقال عمر بن الخطاب: وما الثقلان يا رسول الله؟

  فقال: «أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تذلوا أبدًا، فإن اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وإني سألت الله ذلك فأعطانيه، ألا فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتضلوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم بالكتاب ... إلخ»⁣(⁣١)، ثم التفت عن يمينه ثم


(١) خبر الثقلين متواتر مجمع على صحته بين طوائف الأمة، روي بألفاظ مختلفة وفي مواقف متعددة، وممن رواه الإمام زيد بن علي في المجموع: (٢٦٦) رقم (٦٤٤) عن أمير المؤمنين، والإمام القاسم بن إبراهيم في مجموع كتبه (الإمامة): (٢: ١٨٥) والإمام الهادي إلى الحق في الأحكام: (١: ٢٤) والإمام الرضا في الصحيفة: (٦٢) رقم (٦٣)، والإمام أبو طالب في الأمالي: (١٤٧) رقم (١١٥)، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب: (٢: ٩٨) رقم (٥٨٤) والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: (١: ١٤٩) رقم (٢٠٣).

ومسلم في صحيحه: (٤: ١٨٧٣) رقم ٣٦ - (٢٤٠٨) والترمذي في صحيحه: (٥: ٦٣٣) رقم (٣٧١٣) والنسائي: في السنن الكبرى: (٧: ٣١٠) رقم (٨٠٩٢) وابن خزيمه في صحيحه: (٤: ٦٢) رقم (٢٣٥٧) وابن حبان في صحيحه بترتيب ابن لبان الفارسي: (١: ٣٣٠) رقم (١٢٣) وابن أبي شيبه في مسنده: (١: ١٠٨) رقم (١٣٥) =