لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثالث الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(21) وفاة النبي ÷ وما حدث قبل ذلك

صفحة 80 - الجزء 1

  والفضل يذب عنه بين يديه، وأقبل رسول الله على علي # يناجيه، وتنحى الفضل، فطالت مناجاته، فكان علي # يقول: (إنه أوصاني وعلمني بما هو كائن بعده).

  فلما فرغ من وصيته إياه أغمي عليه، ثم أفاق وهو يقول: «بالكأس الأوفى وفي الرفيق الأعلى» يقولها ثلاثًا. ثم رجع الناس فاجتمعوا على باب حجرة رسول الله ÷ والناس يبكون وأرادوا الدخول على رسول الله فأبى علي # أن يأذن لهم.

  فلما ارتفع النهار يوم الاثنين، شخص رسول الله ÷ بنظره فقال: «اللهم الرفيق الأعلى» ثم فاضت روحه ÷.

  فقال الفضل لعلي: يا أبا الحسن، أغمض عيني رسول الله وضم فاه، فلما أراد علي # ذلك أبصر عيني رسول الله ÷ قد غُمضتا وضُم


= مسنده (١٢: ٣٦٤) رقم (٦٩٣٤)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١: ٣٠١)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (٤: ١٢٩) رقم (١٨٩٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٢: ٣٩٤). وروى الطبراني في الكبير (١: ٢٣٩) رقم (٦٢٩) والأوسط (٣: ١٩٥) رقم (٢٩٠٨) عن ابن عباس أن النبي ÷ لما ثقل به ... إلى قوله: ثم قال: «ادن مني ادن مني» فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفي. وروى ابن سعد في الطبقات (٢: ٢٠٢) عن أبي غطفان قال سألت ابن عباس: أرأيت رسول الله ÷ توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: توفي وهو إلى صدر علي، قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت: توفي رسول الله بين سحري ونحري؟ فقال ابن عباس: أتعقل، والله لتوفي رسول الله ÷ وهو مستند إلى صدر علي، وهو الذي غسله ... إلخ. وروى هذا ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق (٢: ٣٩٢). وأخرجه ابن حجر في فتح الباري (٨: ١٣٩) عن الواقدي بسنده إلى أبي غطفان.