(17) عام الوفود
(١٧) عام الوفود
  لما افتتح رسول الله ÷ مكة وفرغ من تبوك وأسلمت ثقيف جاءت الوفود من كل وجه، قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بإسلامها أمر هذا الحي من قريش؛ لأن قريشًا كانوا إمام الناس وأهل البيت والحرم وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت الحرب لرسول الله ÷، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش ودوخها الإسلام دخل العرب في دين الله أفواجًا، فبدأوا بالتوافد على رسول الله ÷ بعدما قدم المدينة من تبوك في رمضان سنة تسع، وكذلك سنة عشر وتسمى سنة الوفود، قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣}، ولنذكر بعض وفود اليمن فقط فمنهم فروة بن مسيك المرادي قدم على النبي ÷ مفارقًا لملوك كندة ومسلمًا، وقدم عمرو بن معدي كرب الزبيدي في أناس من زبيد فأسلم، وقدم وفد كندة ثمانون راكبًا وأسلموا، وقدم وفد من همدان من شاكر ويام، وقدم وفد خولان وهم عشرة في شعبان سنة عشر وأسلموا وقالوا: نحن على من وراءنا من قومنا.
  وفي شهر ربيع الأول من السنة العاشرة بعث رسول الله ÷ خالد بن الوليد إلى اليمن، فعن البراء(١) قال: بعث رسول الله ÷
(١) انظر كتاب سلوة العارفين (٦٤٧) رقم (٤٩٩)، وسنن البيهقي (٢: ٥١٦) رقم (٣٩٣٢) وتاريخ الطبري (٣: ١٣١)، والاستيعاب لابن عبد البر (٣: ١١٢٠)، =