المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في حسن الخلق]

صفحة 10 - الجزء 1

  فَلَا يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، فَيَكْتُبُهُ اللهُ عَاقّاً، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ عَاقّاً لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا، فَيَمُوتَانِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، فَيَكْتُبُهُ اللهُ بَارّاً) [الأحكام ٢/ ٣٩٤ - أمالي أحمد بن عيسى].

  وقال ÷: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمْلأَ لَهُ فِي عُمُرِهِ، وَيُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُسْتَجَابَ لَهُ الدُّعَاءُ، وَتُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةَ السُّوءِ، فَلْيُطِعْ أَبَوَيْهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ⁣(⁣١) تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، اللَّهُمَّ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي، قَالَ: فَيُجِيبُهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنِّي قَدِ اسْتَجَبْتُ دَعْوَتَكِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لَقَائِمٌ يَرَى أَنَّهُ بِسَبِيلِ خَيْرٍ حَتَّى تَأْتِيهِ الرَّحِمُ فَتَأْخُذُ بِهَامَتِهِ فَتَذْهَبُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّارِ بِقَطِيعَتِهِ إِيَّاهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا» [الأحكام ٢/ ٣٩٤ - أمالي أحمد بن عيسى].

  وعنه ÷: «النَّظَرُ فِي وُجُوهِ الْوَالِدَيْنِ إِعْظَاماً لَهُمَا وَإِجْلَالاً لَهُمَا عِبَادَةٌ» [الأحكام ٢/ ٣٩٥].

  وعنه ÷: «مَنْ يَضْمَنْ لِي وَاحِدَةً أَضْمَنْ لَهُ أَرْبَعاً، مَنْ يَصِلْ رَحِمَهُ فَيُحِبَّهُ أَهْلُهُ، وَيَكْثُرَ مَالُهُ، وَيَطُولَ عُمُرُهُ، وَيَدْخُلَ جَنَّةَ رَبِّهِ» [الأحكام ٢/ ٣٩٥].

[في حسن الخلق]

  (وأمرهم الله بأن يقولوا للناس حُسْناً)، وذلك القول الحسن والدعاء إلى الله برفق ولين.

  وعنه ÷: «إنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً، وَإنَّ أَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَنْزِلاً الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَمَنِ الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُتَكَبِّرُونَ» [تيسير المطالب ٤٤٨] وفي النهاية قال: المتفيهقون: الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من


(١) أي فصيح وحاد.