المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {إنما يتذكر أولوا الألباب 19 الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق 20 والذين يصلون ما

صفحة 100 - الجزء 1

  ويدخل فيه الوفاء بالعقود في المعاملات، ويدخل فيه الأمانات.

  قوله تعالى: {وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ٢٠} أي لا ينقضون ما ألزمهم الله وعهد عليهم ولا ما التزمه العبد باختيار نفسه كالنذر بالطاعات، ولا ما التزمه العبد بينه وبين المخلوقين من المواثيق.

  وقوله تعالى: {يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} من الأرحام والقرابات، ووصل قرابة رسول الله ÷، لآية المودة وغيرها من الأخبار كثيرة، دالة على وجوب اتِّباعهم ومودتهم، ويدخل فيه قرابة المؤمنين لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}⁣[الحجرات: ١٠]، ونحوه، وإيصال الجميع بالبر والإحسان، والذب عنهم، والشفقة والنصيحة لهم، وطرح التفرقة بين أنفسهم، ويدخل فيه وصل الأيمان وجميع ما أمر الله بوصله.

  قوله: {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} أي وعيده كله {وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١}. فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا {وَالَّذِينَ صَبَرُوا} أي على الطاعة والبلاء وعن المعصية {ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} أي لا لغرض سواه، وهو عام لكل ما يصبر عليه من المكاره التي من الله أو من الخلق لوجه الله تعالى، {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} كما فرضت {وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} من الزكاة وغيرها، هذا وإن كان الصلاة والزكاة داخلين في الجملة الأولى إلا أنه تعالى أفردهما بالذكر تنبيهاً على أنهما أشرف من سائر العبادات.

  قوله تعالى: {وَيَدْرَءُونَ} أي يدفعون {بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} كالجهل بالحلم، والأذى بالصبر، والمنكر بالمعروف، والمعصية بالطاعة، والذنب بالتوبة.

  وقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ٢٢} أي عقبى دار الدنيا وهي الجنة،