قوله تعالى: {إنما يتذكر أولوا الألباب 19 الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق 20 والذين يصلون ما
  والعقبى عند العرب هي العوض من كل فائت، والدار المحمودة هي التي أراد الله أن تكون عاقبة الدنيا ومرجع أهلها، وهي {جَنَّاتُ عَدْنٍ} أي إقامة {يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ٢٣}[الرعد] من أبواب الجنة والقصور، أول دخولهم بالتهنئة، يقولون: {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ} أي بصبركم في الدنيا {فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤}[الرعد] فنعم عاقبة الدار التي عملتم فيها وما أعقبكم منها وهي أحسن العواقب إذ هي النعيم الدائم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: ١٧].
  فعليك أيها العاقل بالعمل بما تضمنت هذه الآية الكريمة تكون من جيران الله في داره العظيمة.
  ومما يشاكل هذه الآية عنه ÷: «قَسَّمَ اللهُ الْعَقْلَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ، فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ فَلَا عَقْلَ لَهُ: حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللهِ تَعَالَى، وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ جَلَّ وَعَزَّ» [تيسير المطالب ٢١٢].
  وقال ÷ عند تلاوة: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}[العنكبوت]، قال: «الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عَنِ اللهِ ø فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ وَاجْتَنَبَ سَخَطَهُ» [تيسير المطالب ٢١٢].
  وقال ÷: «مَا تَمَّ دِينُ إِنْسَانٍ قَطُّ حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ» [تيسير المطالب ٢٣٦ - حقائق المعرفة ٥٦].
  وقال ÷: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا» [تيسير المطالب ٢٣٨].