قوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا 29}
  بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنكَرِ، إِلَّا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ، .... إلى أن قال: وَأَفضَلُ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ).
  ومن أمالي المرشد بالله عنه ÷: «كَلَامُ ابْنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَيْهِ، مَا خَلَا أَمْرَهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٣١٨].
  وفيها عنه ÷: «مَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَظُلِمَ فَغَفَرَ، وَظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ، أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٥٩].
  قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا ٢٩}[الإسراء: ٢٩]
  أي لا تمسكها عن البذل كل الإمساك حتى كأنها مقبوضة إلى عنقك، ولا تبسطها في النفقة والعطية كل البسط، فأمر سبحانه بالاقتصاد، وقوله: {مَلُوماً} راجعٌ إلى الأول و {مَّحْسُورًا} أي منقطعاً، لا شيء عندك، راجعٌ إلى الثاني.
  قال علي #: (مَا عَالَ امْرُؤٌ اقْتَصَدَ).
  وقال #: (السَّخَاءُ مَا كَانَ ابْتِدَاءً، فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَحَيَاءٌ وَتَذَمُّمٌ).
  وقال #: (كُنْ سَمْحاً وَلَا تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً وَلَا تَكُنْ مُقَتِّراً).
  وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ٦٧}[الفرقان] {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}[الإسراء: ٢٧] {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: ٩] [التغابن: ١٦].