قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا 32 ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
  وقوله: {فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} يعني ولي المقتول، والسلطان استيفاء القصاص أو أخذ الدية أو العفو، {فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ} بل النفس بالنفس، ولا مُثْلَةَ، ولا يقتل غير القاتل، {إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا} أي الولي أو المقتول؛ النصر من الله في الدنيا بالقصاص وفي الآخرة بالثواب.
  وعنه ÷: «لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْماً إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ ذَلِكَ بِأَنَّهُ سَنَّ الْقَتْلَ» [تيسير المطالب ٥٣٤].
  وفي أمالي المرشد بالله قال ÷: «إِنَّ اللهَ أَبَى عَلَيَّ فِيمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا» [الأمالي الخميسية ١/ ٤٧].
  وقوله: {إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي الخصلة التي هي أحسن وهي حفظه وتثميره حتى يبلغ أشده، وهو الرشد؛ لحفظ ماله والقيام به.
  وفي أمالي المرشد عنه ÷: «يَجِيءُ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَعْمَالُهُمْ كَجِبَالِ تُهَامَةَ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ مُسْلِمِينَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، كَانُوا يُصَلُّونَ، وَيَصُومُونَ، وَيَأْخُذُونَ هَيْنَةً مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا وَثَبُوا عَلَيْهِ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢٧٩].
  فهذا عام في إتلاف أموال الناس، وأحق الناس بالنهي عن إتلاف أموالهم هو اليتيم؛ لصغره وضعفه، ولذا خصه الله بالذكر في غير موضع. وقوله: {مَسْئُولًا} أي مطلوباً مِن المعاهِد الوفاء به يوم الحساب، وكم أكد الله الوفاء به في كتابه الذي من تمسك به هداه، ومن استدل به أرشده بهداه.
  قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة: ١] {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ٢٠}[الرعد] {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا