قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا 32 ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
  الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ٩١}[النحل] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣}[الصف]
  وكفاك قصة ثعلبة وما ذكر الله من خبره: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ} ... إلى قوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ٧٧}[التوبة: ٧٦ - ٧٧].
  قوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ} والمقصود منه إتمامه، وذكر الوعيد الشديد في نقصانه في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ١} ثم قال: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩}[الرحمن] {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}[الأعراف: ٨٥] [هود: ٨٥] [الشعراء: ١٨٣] والقسطاس: أي الميزان، {الْمُسْتَقِيمِ}: أي السوي، ذلك الإيفاء خير من التطفيف من حيث أن الإنسان يتخلص عن الذكر القبيح في الدنيا والعقاب في الآخرة، {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} أي ما تُؤُوِّلَ إليه؛ لأن العدل فيه يُعَوِّلُ الناسُ عليه، وتميل القلوب إليه، وأما في الآخرة فالثواب الجزيل.
  قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ} أي لا تتبع ما ليس لك به علم، بل بالحدس والتوهم.
  قال علي #: (أُوصِيكُمْ بِخَمْسٍ لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الْإِبِلِ لَكَانَتْ لِذلِكَ أَهْلاً: لَا يَرْجُوَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذَنْبَهُ، وَلَا يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لَا أَعْلَمُ، وَلَا يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ.
  وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ) [تيسير المطالب ٢١١].
  ثم قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}[الإسراء] فينبغي لكل مسلم أن يحافظ على حواسه، ويَحُولَ بينها وبين الهوى بجهده.