قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا
  وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ الَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧}[يونس] ومعنى {تَرْهَقُهُمْ} أي تغشاهم، والذلة كناية عن الهوان والتحقير، ومعنى: {عَاصِمٍ} أي لا يمنعهم أحدٌ من عذاب الله.
  قوله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ٥٣}[الإسراء].
  أمر الله سبحانه بالمداراة وأن يقول العباد ما لا يهيج ولا يغري بالعداوة، بل يقول المؤمنون للكفار التي هي أحسن وهي نظير: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥]، {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[العنكبوت: ٤٦] {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا}[طه: ٤٤] فيخاطبوا بالحسن ليصير ذلك سبباً لجذب قلوبهم وميل طباعهم إلى قبول الحق، {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ} أي يوسوس ويغري ويفسد، و {عَدُوًّا مُّبِينًا} أي بَيِّنُ العداوة، وهي عامة للكافر والمسلم، وإن كانت للكافر فتخاطب المسلمين بالتي هي أحسن أحق وأولى، والاحتراس من أن يلقي بينهم العداوة الشيطان أشد وأوجب.
  وفي أمالي المرشد، عنه ÷: «كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَارْضَ لِلنَّاسِ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ» [الأمالي الخميسية ٢/ ٢١٥].
  وفيها قال رسول الله ÷: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَشْهَدُ أَنِّي